فاطمة الزهراء
ريحانة رسول الله
أم أبيها
رضي الله عنها
....................................
إنها السيدة فاطمة الزهراء ابنة سيد الأنبياء والمرسلين
وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد خير نساء العالمين ،
ولدت السيدة فاطمة - رضي الله عنها وأرضاها - قبل بعثة المصطفى بخمس سنين
في يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة في العام الذى اختلفت فيه قريش على وضع
الحجر الأسعد في مكانه من الكعبة حتى كاد أن يكون بينها شر وحرب فوضعه رسول
الله بأن أشار على القوم بأن يأتوه برداء , فوضع الحجر عليه ثم أشار إلى
من يمثل كل قبيلة منهم بأن يأخذ بطرف الرداء , فرفعوه جميعا
ولما عاد إلى بيته تلقى نبأ مولد ابنته فتهلل
ودخل على خديجة - رضي الله عنها -
وبارك لها في مولودتها ودعا بالبركة فيها وفي ذريتها
والسيدة فاطمة هي الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهي بعد زينب ورقية وأم كلثوم ،
ولدت السيدة فاطمة ورسول الله يستعد لتلقي النبوة والرسالة فلقد حبب إليه التحنث في غار حراء
( التحنث : الانقطاع للعبادة والتأمل والعزلة عن الناس )
..................................
من مواقفها قبل الهجرة :
..................................
لقد هجرت السيدة فاطمة بنت محمدٍ الطفولة منذ صغرها فقد عاشت أماً لأبيها
بعد موت أمها خديجة - رضي الله عنها وأرضاها - وكانت تخفف عنه الأحزان وترد
عنه أذى مشركي قريش فقد أخرج البخاري :أن عقبة بن أبي معيط جاء بسلا جزورٍ
فوضعه على ظهر رسول الله فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة - رضي الله عنها -
فرفعته ودعت على من صنع ذلك
عند ذلك رفع النبي رأسه وقال :
" اللهم عليك بأبي جهل بن هشام
وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف "
وذات مرة ألقى المشركون التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدخل
على فاطمة رضي الله عنها , فجعلت تنفض التراب عن رأسه ووجهه وهو يقول (
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون )
ولقد سمعت يوما لنفر منهم يتعاهدون في الحجر على قتل النبي – صلى الله عليه وسلم –
فعادت لتخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت
( إن هؤلاء النفر قد تعاهدوا في الحجر على أن يقتلوك )
فقال – صلى الله عليه وسلم – ( إن الله مانع أباك )
........................................
هجرتها :
...................................
لما هاجر رسول الله أرسل رسول الله من يأتيه بأهله فخرجت السيدة فاطمة
وأختها أم كلثوم ومعهما سودة بنت زمعة وفي طريق الهجرة إلى المدينة نخس
الحويرث القرشي الدابة التي كانت تحمل السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم فرمت
بها الدابة في طريق الصحراء بين مكة والمدينة وأثرت على ساقيها فلما علم
رسول الله بذلك حزن حزنا شديدا ، فلما كان يوم فتح مكة أشار إلى أصحابه
بقتل الحويرث حتى ولو تعلق بأستار الكعبة ولم يعتذر الحويرث من فعلته فبحث
عنه الإمام علي بن أبى طالب حتى وجده فقتله
................................................
انتقالها للعيش بجوار الرسول :
..........................................
تزوجت السيدة فاطمة من علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - فبنى بها فى بيت
أمه فاطمة بنت أسد وكان ذلك بعيدا عن بيت رسول الله وكانت تتمنى أن تكون من
السكن بقرب أبيها وسرعان ما تحقق أملها فقد جاءها النبي قائلا : " إنى
أريد أن أحولك إلىّ "
فقالت لرسول الله : فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول وأكون إلى جوارك .
فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبي فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك
تحول فاطمة إليك وهذه منازلي وهي أقرب بيوت بني النجار بك وإنما أنا ومالي
لله ولرسوله والله يا رسول الله المال الذى تأخذ منى أحب إلىّ من الذى تدع .
فقال له الرسول:
" صدقت بارك الله عليك "
فحولها رسول الله إلى بيت حارثة
...............................
حياتها مع علي
.............................
عاشت السيدة فاطمة حياة متواضعة وكانت تعمل بيدها بالرحى حتى أثرت فى يدها
ولقد رزق منها الإمام علىّ بالذرية الصالحة ببركة دعاء النبي فقد رزق منها
بالحسن والحسين وزينب وأم كلثوم
وكان الإمام عليّ بن أبى طالب يكفي فاطمة العمل خارج البيت وأشار على أمه
أن تكفي فاطمة خدمة البيت فلقد أضعفها العمل فأثرت الرحى في يديها وضعف
بدنها وعلم الإمام علىّ أن رسول الله قدم إليه سبىُُ فذهبا يسألان رسول
الله خادما ،
فلقد روي أنه لما علم علىّ أن النبي قد جاءه خدم قال لفاطمة لو أتيت أباك
فسألتيه خادما ؟
فأتته فقال النبي : " ما جاء بك يا بنية ؟ "
فقالت : جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله
فأتاها رسول الله فقال علي يا رسول الله :
أدارت الرحى حتى أثرت في يدها
وحملت القربة حتى أثرت فى نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تسألك
فتستخدمها خادما يقيها التعب وما هي فيه من الشدة .
فقال النبي :
" والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى
بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم "
ورجع رسول الله إلى بيته ثم أتاهما وقد تغطيا بقطيفتهما إذا غطيا أقدامهما
تكشف رأساهما فتأثر ثم قال : " مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ "
فقالا : بلى .
فقال: " كلمات علمنيهن جبريل - عليه السلام - :
تسبحان فى دبر كل صلاة عشرا
وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا آويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثا وثلاثين
وتحمدان ثلاثا وثلاثين وتكبران ثلاثا وثلاثين "
ثم ودعهما ومضى فما زالت
فاطمة وعلي - رضي الله عنهما - يواظبان على ترديدهما طوال حياتهما
- و روي أَنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ،
فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ، أَتَتْ النبي صلى الله عليه وسلم ،
فَقَالَتْ:
إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ.
فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ
حِيْنَ تَشَهَّدَ، فَقَالَ:
( أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا
العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ، فَحَدَّثَنِي، فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ
بِضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوْهَا، وَإِنَّهَا
-وَاللهِ- لاَ تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ
عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ).
فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ.
و في رواية أخرى :
(وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِيْنِهَا).
.................................................. .....
حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها و فضلها :
.................................................. .........
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ
نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ
عِمْرَانَ).
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(نَزَلَ مَلَكٌ،
فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
وعن ثوبان قال:
دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ
وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ،
فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ). ثُمَّ
خَرَجَ
، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً، فَأَعْتَقَتْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ).
و عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ،
فَقَالَ لَهَا: (كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟).
قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
فقَالَ: ( يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟ ).
قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ
عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ).
قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
(إِنَّمَا
فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي
مَا يَقْبِضُهَا).
وقال ( رضا فاطمة من رضاي وسخطها من سخطي ,
من أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني )
وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما نزل قول
الله تعالى
( إنما يريد ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ:
(اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ
الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).
وعَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ
بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ،
يَقُوْلُ: ( الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، (إِنَّمَا يُرِيْدُ
اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيْراً))
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ
وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ: ( أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ
حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم).
وقد نزل في شأنها وزوجها قرآن ُُيتلى إلى يوم القيامة ، فقد نزل جبريل
الأمين على رسول الله بقوله تعالى :
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى
حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُورًا * إِنَّا
نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ
اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا *
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )
سورة الإنسان
وقال جبريل : خذها يا محمد هنيئا لك في أهل البيت
وفي الصحيحين قالت عائشة - رضي الله عنها -
:جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال : " مرحبا بابنتي "
وأخرج أبو داود والحاكم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا
كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها
فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هي تصنع به .
................................
وفاة الرسول :
...................................
ولما كان رسول الله في المرض الذى لحق فيه بالرفيق الأعلى
وقت احتضار النبي دخلت عليه وقد ألم به المرض فحزنت وقالت : وا كرب أبتاه .
فقال رسول الله : " لا كرب على أبيك بعد اليوم ".
ثم كلمها في أذنها فبكت ثم أسر إليها أخرى فضحكت
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنا أزواج النبي اجتمعنا عنده فلم يغادر
منهن واحدة فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فلما رآها رحب
بها وقال : " مرحبا بابنتي " ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره . ثم سارَّها
فبكت ثم سارها الثانية فضحكت ،
فلما قام قلت لها : خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين ،
عزمت عليك بما ي عليك من حق لما أخبرتني مم ضحكت ومم بكيت ؟
قالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله.
فلما توفي قلت لها : عزمت عليك لما لي عليك من حق لما أخبرتني
قالت : أما الآن فنعم في المرة الأولى حدثني : " أن جبريل كان يعارضني
بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين وأني لا أحسب ذلك
إلا عند اقتراب أجلي فاتقي الله واصبري فنعم السلف لك أنا وأنت أسرع أهلي
بي لحوقا " فبكيت،
فلما رأى جزعي ، قال :
" أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت .
فلما مات رسول الله بكته بكاءً شديدا وقالت يومها : يا أبتاه أجاب ربا دعاه
، يا أبتاه فى جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه .
ولما دفن أقبلت فاطمة - رضي الله عنها - على أنس بن مالك فقالت :
يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله
فقال أنس ( يا ريحانة رسول الله , والله لو استطعنا أن نرفعه إلى عنان
السماء لفعلنا , ولكن كيف وقد أنزل الله على أبيك ( منها خلقناكم وفيها
نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
..........................
وفاتها :
...............................
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.
وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ
وعَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:
أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ
مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ،
فَيَصِفُهَا.
قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ
فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي.
فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وهِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ.