هو الإمام على الأصغر وكنيته أبو محمد ولقبه (زين العابدين).
وأبنه رضى الله عنهم.
أبوه هو مولانا الإمام الحسين بن الإمام على و أجمعين.
قال المناوى فى طبقاته رزق الحسين من الاولاد خمسة وهم على الاكبر
وعلى الاصغر وله العقب وجعفر وفاطمة وسكينة المدفونة بالمراغة بقرب نفيسة أهـ.
وكذا فى طبقات الشعرانى وزاد ان عليا الاصغر هو زين العابدين وقال كثيرون أولاده ستة
وزادوا عبد الله فاما على الاكبر فقاتل بين يدى أبيه حتى قتل وأما على الأصغر زين العابدين
فكان مريضا بكربلاء ورجع مريضا الى مكة وأما جعفر فمات فى حياة أبيه دارجا وأما
عبد الله فجاءه سهم وهو طفل فقتله بكربلاء وأما فاطمة فتزوجت بابن عمها الحسن المثنى
ثم بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وولدت لكل منهما وأما سكينة فلم تتزوج أجمعين.
أمه السيدة (سلافة) وكان اسمها بالفارسية (شاه زنان)
بمعنى ملكة النساء بنت يزدجرد بن انوشروان (ملك الفرس).
وقد كان واسع العلم غزيره كأبيه وجده وسائر أهل البيت أجمعين، يقول
إِنِّى لأَكْتُمُ مِنْ عِلْمِى جَواهِرَهُ كَيْلا يَمُرَّ بِذِى جَهْلٍ فَيُفْتَتِنَا
ومن هذا القبيل وسعة معلوماتهم أنه بلغ سيدنا الإمام علياً أن التوراة
فسرت فى سبعين كتابا فقال:-
"لو يأذن الله لى لحمَّلت من فاتحة الكتاب وحدها سبعين بعيراً"
وسكت فسأله مولانا الإمام الحسين عن هذا التفسير وهو المعروف بتفسير البطون،
فأجابه لما سأل. وتواترت الأخبار حتى بلغ ذلك سيدنا عليا زين العابدين
فسأل أباه مولانا الإمام الحسين ، عن ذلك التفسير فأطلعه عليه وهو
"مرآة العارفين فى ملتمس على زين العابدين" عن سيد الشهداء سيدنا الإمام الحسين،
وهو عن أبيه سيدنا ومولانا الإمام على و وهى موجودة بدار
الكتب المصرية ضمن مجموعة مخطوطة تضم ثلاث رسائل هى أحدها.
تحت رقم (ب 3187 / 2993 / 1940).
والأمام على زين العابدين هو أول من عمل التوسل بالصلاة على النبى ،
ولديه سبع صلوات
أحدها تنفع فى الشفاء
وأخرى تنفع فى القضايا،
وواحدة لتيسير الأرزاق،
وصلاة للجلب والقبول،
وهكذا ...
أما الإمام زيد بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام
على و أجمعين فقد وصفه الواصفين بأنه كان شجاعا وناسكا ومن أحسن بنى هاشم
عبادة وأجلهم سيادة، وأفصحهم لسانا، شأنه فى ذلك شأن ساداتنا أهل البيت أجمعين،
فمن شدة فصاحة لسانه كانت ملوك بنى أمية تكتب إلى صاحب العراق أن
"امنع أهل الكوفة من حضور مجلس الإمام زيد فإن لسانه أقطع من حد السيف".
وقيل ذات مرة للإمام جعفر الصادق :إن الرافضة يتبرءون من عمك الإمام زيد،
فقال الإمام جعفر الصادق:-برئ الله ممن تبرأ من عمى، فقد كان
والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا فى دين الله، وأوصلنا رحما.
وقال عنه الإمام أبو حنيفة النعمان:-
شاهدت الإمام زيدا، وشاهدت أهله، فما رأيت فى زمانه أفضل منه،
ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، لقد كان منقطع الشبيه،
وكان يدعى بحليف القرآن.
وقرأ ذات مرة قوله تعالى
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)
فقال الإمام زيد:-إن هذا لوعيد وتهديد من الله ثم،
قال:- (اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا).
وعندما دارت رحى الحرب بين يوسف بن عمر الثقفى أمير العراق
والإمام زيد وانهزم أصحاب الإمام زيد بعد أن خذله أصحابه؛ ذهب الإمام زيد
لمبايعة أناس من أهل الكوفة فبايعوه على أن يتبرأ من الشيخين
أبى بكر وعمر ، فرفض الإمام زيد هذه البيعة.
فجاءت إليه طائفة أخرى وقالوا له: نحن نتبرأ ممن تبرأ من الشيخين
أبى بكر وعمر ، فقبلهم، وقاتلوا معه، حتى أصيب بسهم فى جبهته ثبت فى رأسه،
فأنزلوه فى دار وأتوه بطبيب فانتزع النصل، ففارق الدنيا
من ساعته وكان ذلك فى الثانى من صفر عام 122هـ وعمره آنذاك 42 سنة.
ولما دفنه أصحابه رآهم مولى من موالى يوسف بن عمر – والى العراق –
فأرشده إلى مكان دفنه، وعندما تفرق أصحاب الإمام زيد
أخرج يوسف بن عمر الجسد الشريف من قبره وقطع الرأس الشريف
وصلب الجسد، وعندما صلب الجسد الشريف عريانا جاءت العنكبوت
ونسجت فوق عورته حتى لا يراها أحد من الناس، ثم أرسل الرأس الشريف
إلى هشام بن عبد الملك، ودفع هشام لمن حمل الرأس الشريف عشرة آلاف درهم
ثم نصب الرأس الشريف على باب دمشق، ثم أرسلها إلى المدينة المنورة،
ومنها إلى مصر حيث استقر فى مقامه الحالى فى منطقة زين العابدين بالقاهرة
فى المسجد المعروف بمسجد الإمام على زين العابدين والمعروف
أن الإمام على زين العابدين مدفون فى البقيع، ولكن يقام المولد للإمامين
ضمنا ويعرف بمولد سيدى على زين العابدين.