السلااااااااااااام عليكم ورحمة الله...........
خاتمة اعظم خلق الله - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
********************************
بسم الله الرحمن الرحيم
*****************
من اصابته
مصيبة فليتذكر مصيبته بفقد النبي
صلى الله عليه وسلم
-----------------------------------
قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حج حجة الوداع وقد أنزل الله عز وجل
اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً
فبكى ابو بكر الصديق رضى الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك ، فقال :
هذا نعي رسول الله عليه السلام
ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل وفاته بتسعة ايام نزلت اخر آية في القرآن
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
وبدأ مرض الموت يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال اريد ان ازور شهداء احد
فذهب ووقف على قبور الشهداء وقال: السلام عليكم يا شهداء احد انتم السابقون ونحن ان شاء الله بكم لاحقون واني بكم ان شاء الله لاحق
وبكى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا ما يبكيك يا رسول الله
قال : اشتقت لرؤية إخواني
قالوا : اوا لسنا اخوانك يا رسول الله
قال: لا انتم اصحابي اما اخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني
وقبل الوفاة بثلاث ايام بدأ المرض يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة رضى الله عنها، فقال اجمعوا زوجاتي، فجمعت الزوجات
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتأذنون لي ان أكون ببيت عائشة، فقلن نأذن لك يا رسول الله
فأراد ان يقوم فما استطاع، فجاء علي بن ابي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فخرجوا به إلى حجرة السيدة عائشة
فكانت أول مرة يرى الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم محمول على الايادي
فتجمع الصحابة بالمسجد وبدأ المسجد يمتلئ ويحمل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت السيدة عائشة رضي الله عنها
وهناك يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يعرق ويعرق ويعرق فتأخذ السيدة عائشة رضى الله عنها يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده
فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها؟
تقول عائشة رضي الله عنها: ان يد رسول الله اطيب واكرم من يدي فلذلك امسح عرقه بيده هو.
فهذا تقدير للنبي صلى الله عليه وسلم
تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول: لا إله الا الله ان للموت لسكرات، لا إله إلا الله ان للموت لسكرات
فكثر اللغط أي بدأ الصوت داخل المسجد يعلو
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟
فقالت عائشة:ان الناس يخافون عليك يا رسول الله
فقال احملوني إليهم فاراد ان يقوم فما استطاع فأغمي عليه، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق، فحمل النبي وصعد به الى المنبر
فكانت اخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
واخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم واخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال النبي : ايها الناس كأنكم تخافون علي
قالوا: نعم يا رسول الله
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ايها الناس موعدكم معي ليس في الدنيا، موعدكم معي عند الحوض، والله ولكأني انظر اليه من مقامي هذا
ايها الناس والله ما الفقر اخشى عليكم ولكني اخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما اهلكتهم
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ايها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة فظل يرددها
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ايها الناس اتقوا الله في النساء اوصيكم بالنساء خيراً
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ايها الناس ان عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله
فما فهم أحد من هو العبد الذي يقصده
فقد كان صلى الله عليه وسلم يقصد نفسه ان الله خيّره ولم يفهمها سوى ابو بكر الصديق رضي الله عنه
وكان الصحابة رضوان الله عليهم عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنما على رؤوسهم الطير
فلما سمع ابو بكر رضي الله عنه كلام الرسول، لم يتمالك نفسه فعلى نحيبه
و قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول : فديناك بأبائنا يا رسول الله فديناك بأمهاتنا يا رسول الله
فديناك بأولادنا يا رسول الله فديناك بأزواجنا يا رسول الله فديناك بأموالنا يا رسول الله
ويردد ويردد فنظر الناس إلى ابو بكر رضي الله عنه كيف يقاطع الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ايها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل الا كافأناه به الا ابو بكر
لم استطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله تعالى
لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب ابي بكر
ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يدعوا لأصحابه ويقول اخر دعواته قبل وفاته
وكانت اخر كلمة قالها صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عن المنبر موجهة للأمة :
ايها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من امتي إلى يوم القيامة
وحُمل صلى الله عليه وسلم مرة اخرى إلى بيته
دخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن ابو بكر وكان بيده سواك فظل النبي ينظر إلى السواك
ولم يستطع ان يقول اريد السواك ففهمت عائشة رضي الله عنها من نظراته انه يريد السواك
فأخذت السواك من يد أخيها فأستاكت به (أي وضعته بفمها لكي تلينه) واعطته اياه فكان اخر شي دخل إلى جوف صلى الله عليه وسلم هو ريق عائشة
فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ انه جمع بين ريقي وريق النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت
ثم دخلت ابنته فاطمة رضي الله عنها فبكت عند دخولها. بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها
فقال لها الرسول: ادني مني يا فاطمة، فهمس لها بأذنها فبكت
ثم قال لها الرسول مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة اخرى بأذنها فضحكت
فبعد وفاة الرسول سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي وماذا همس لك فضحكت
قالت فاطمة: أول مرة قال لي يا فاطمة اني ميت الليلة. فبكيت
ولما وجد بكائي رجع وقال لي: انت يا فاطمة اول أهلي لحاقاً بي. فضحكت
وقال صلى الله عليه وسلم ادني مني يا عائشة ونام على صدرها رضي الله عنها
فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول:
مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ألهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الاعلى اللهم الرفيق الأعلى
فتعرف من خلال كلامه انه يُخّير بين حياة الدنيا او الرفيق الأعلى
فدخل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ملك الموت بالباب يستأذن ان يدخل عليك وما استأذن من احد قبلك فقال له إئذن له يا جبريل
فدخل ملك الموت عليه السلام وقال : السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله اخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالرفيق الأعلى
فقال صلى الله عليه وسلم : بل الرفيق الاعلى، بل الرفيق الاعلى، بل الرفيق الأعلى
وقف ملك الموت عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم (كما سيقف عند رأس كل واحد منا) وقال :
ايتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبدالله اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضي غير غضبان
تقول عائشة رضي الله عنها : فسقطت يد النبي صلى الله عليه وسلم وثقل رأسه على صدري فعلمت انه قد مات
ما ادري ما افعل
فما كان مني الا ان خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت : مات رسول الله، مات رسول الله، مات رسول الله، فأنفجر المسجد بالبكاء .
فهذا علي رضي الله عنه أُقعد من هول الخبر ، وهذا عثمان رضي الله عنه يأخذ بيده يميناً ويساراً.
وهذا عمر بن الخطاب قال : اذا احد قال انه قد مات سأقطع راسه بسيفي انما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه.
اما أثبت الناس ابو بكر رضى الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال وا خليلاه وا حبيباه وا ابتاه وقبّل النبي صلى الله وقال : طبت حياً وطبت ميتاً
فخرج ابو بكر رضى الله عنه إلى الناس وقال :
من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت
هذه هي النهاية
كل من قرأ هذه الرسالة ووجد في قلبه حباً للنـبي صلى الله عليه وسلم، فعليه تحقيق ذلك الحب من خلال :
اتباع سنته وتصديقة في كل ما أخبر
كثرة الصلاة والسلام عليه
دراسة سيرته وزيارة مسجده
نصرته والدفاع عنه وعن سنته
إذا صدقت النية فيما سبق، فستشعر ان حب النبي
تغيّر في قلبك صلى الله عليه وسلم
فيبقى احب إليك من ولدك ومالك واهلك
واحب اليك من الناس اجمعين
لقوله صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين
*****************************************
هذا وصلى الله و سلم على نبينا وحبيبنا محمد
---------------------------