الحمد لله الذى لايقبل من من العمل إلا ماكان طيباً خالصاً لوجهه الكريم وبعد :
قال تعالى : ( ولَقدْ زينّا السّماءَ الدُنيا بمصَابيحَ وجَلْعناها رُجُوماً للشيَاطين ) سورة الملك ، وقال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) سورة الأنعام ، وقال تعالى ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) سورة النحل .
وقد أورد ابن كثير فى تفسيره عن قتادة مانصه ( إنما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال : جعلها زينة للسماء ، وجعلها يهتدى بها ، وجعلها رجوماً للشياطين ، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به ، وإنَّ ناساً جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة : من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ولعمرى ما من نجم إلا بولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والدميم وما علم هذه النجوم وهذا الدابة وهذا الطائر شيء من هذا الغيب ولو أن أحداً علم الغيب لعلمه آدم الذي حلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء ) ( الجامع الصحيـح المختصر – برقم ( 1168 ) ، ( أنظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير – 3 / 373 ) .
فمن ظن بالنجوم غير ماتقدم فقد أشرك بالله عز وجل شركاً أكبر يذهب بالتوحيد أو شركاً أصغر يذهب بكماله .وصلب الموضوع وأساسه هو هل للأبراج والنجوم وحركة الأفلاك تنبؤات على الإنسان بصحة ومرض وموت وحياة وحزن وغم كما يدعى المنجمون والكهنة والعرافون ، وهل هناك مايسمى بسحر الأفلاك أو الأبراج وأنه سحر يؤثر فيه البرج أو حركة الفلك فعلاً ؟
فنقول وبالله التوفيق من السداد وآملين من القارىء الكريم التركيز التام والتفطن والتكيس لما هو آت :
ستناول فى بحثنا هذا الأجرام السماوية من ثلاثة أوجه :
.. تأثيرها على مستقبل الإنسان وحاله ومآله .
.. تأثيرها على الإنسان من ناحية عضوية وطبائع وأمزجة .
.. علاقتها بالسحر والسحرة .