لقسم الأوَّل: السحر الحقيقي: وهو الَّذي له أثر حسي في الخارج.
النوع الأوَّل: ما كان من غير آلة ولا مُعين، وإنَّما بهمَّة النَّفس الخبيثة وقدراتها الروحيَّة, وإن من النفوس ما تقتل بالعين بإذن الله؛ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العَين حقّ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقتْهُ العين)).
النَّوع الثاني: وهو السحر الَّذي يقع بمُعين خارجي:
أوَّلاً: الاستِعانة بشياطين الجنّ، حيث يتوسَّل إليهم السَّاحر بأعمال شركيَّة.
ثانيًا: الاستعانة بالأرْواح السَّماويَّة، ويندرج تحتَه سحر أهل بابل الَّذين يعتقِدون أنَّ الكواكب السبعة هي التي تتصرَّف في الكون، وأنَّها مصدر الخير والشَّرّ.
• ومنه الطلاسم وهي الاستعانة بالأفلاك والكواكب على الأجسام الأرضية بقوَّة نفس خاصَّة.
• ومنه الاستدلال على الحوادث الأرضيَّة بخصائص الأجسام العلوية، وقد أشار إليه الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((مَن اقتبس شعبة من النجوم فقدِ اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد))؛ رواه أبو داود.
• ومنه الاستدلال بمنازل القمر على معرفة علم الغيْب.
• ومنه استِعمال حروف (أبجد هوز) في الكشف عن أسرار الغيْب.
القسم الثاني: السحر التخْييلي.
وهو أن يتصرَّف السَّاحر في خيال الشَّخص المسحور، فيُريه الصورة الخياليَّة حقيقة حسيَّة, كأن يُريه شخصًا قام بتقْطيع أعضائه ثمَّ يعيدها.
• ومنْه السيمياء: وهو أن يركب السَّاحر أشياء من الخواصّ والأدهان أو المائعات، أو كلمات خاصَّة تُوجب تخيلات خاصَّة، كإدراك الخواص ببعض المأكول وغيره ولا حقيقة له.
• ومنه الهيمياء: وهي طريقة مخصوصة عند الساحر, تجعل المسحور يعيش في أوهام، كالتَّفريق بين المرء وزوجه.
القسم الثالث: السحر المجازي، وأنواعه هي:
الأول: الأخذ بالعيون وخفَّة اليد:
وهو الذي يعتمد على مغالطة الرّؤية البصريَّة وصرفها عن حقيقة الشيء.
الثَّاني: الاستعانة بخواصّ الأدوية والأطعمة والملابس:
كأن يقتحِم السَّاحر النَّار بعد طلي جلده بموادَّ خاصَّة، أو يأمر السَّاعة بالتوقّف عن الحركة.
الثالث: السَّعي بالنَّميمة وإغراء بعض النَّاس ببعض، وهو الذي أشار إليه الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((ألا أنبِّئُكم ما العضة؟ هي النَّميمة القالة بين الناس)).
الرابع: تعليق القلب، وهو أن يستحْوذ السَّاحر على قلوب ضعفاء العقول بعد أن يُخبِرهم أنَّه عرف الاسم الأعظم، وأنَّ الجن مستسْلِمون له.
الخامس: البيان؛ قال الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ من البيان لسحرًا))، ويقصد بالبيان هنا الانتِصار للباطل بلحن القول.
ومن العلماء من قسم السحر إلى أنواع أخرى غير الأنواع السَّالفة الذكر.
ويصِل السحر إلى حدّ الكفر باللَّفظ، كسبِّ الله ورسولِه، أو باعتِقاد ربوبيَّة بعض الكواكب، أو بالفعل كإهانة المصحف.