المؤمن هو الذي يعتقد بحصر الاُلوهيّة في الله تعإلی قولاً وفعلاً واعتقاداً وسرّاً وعلانيةً، إذ لا إله إلاّ الله: هُوَ الْحَيُّ لاَ´ إِلَـ'هَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِـينَ لَهُ الدِّينَ (الآية 65، مـن السـورة 40: غافـر)، ولذا نهـت الشـريعة عن اتّخـاذ أيّ نوع من الا´لهة: وَلاَ تَدْعُ مَـعَ اللَهِ إِلَـ'هًا ءَاخَـرَ لاَ´ إِلَـ'هَ إِلاَّ هُوَ (الآية 88، من السورة 28: القصص)، سواء كان الاءله صنماً غير شاعر ولا مُدرك، كما فعل قومُ موسي حين طلبوا مثل هذا الاءله: قَالُوا يَـ'مُوسَي اجْعَل لَّنَآ إِلَـ'هًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ (الآية 138، من السورة 7: الاعراف) ؛ أو كان إبليساً، أو هوي النفس (وهو من جُند إبليس وآلته المسيّرة) أو إنساناً آخراً طمعاً في ماله أو جاهه، أو خوفاً منه، كما كان فِرعون يعتبر نفسَه إلهاً ويدعو موسي إلی العبوديّة له: قَالَ لَنءِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـ'هًا غَيْرِي لاَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (الآية 29، من السورة 26: الشعراء) ؛ أو طمعاً في الجنّة وبلوغ المقامات أو الغفران، كما فعل النصاري: اتَّخَذُو´ا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـ'نَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ (الآية 31، من السورة 9: التوبة) ؛ أو الاموال والاولاد، حيث يقول: يَـايُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَلاَ´ أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَهِ (الآية 9، من السورة 63: المنافقون)، لانّ كلّ ما يُلهي الإنسان عن الله تعإلی سـيكون إلهاً له، سـواء ألهاه زوجـته أو بطـنه. قال رسـول الله صلّي الله عليه وآله وسـلّم في وصـاياه لابن مسـعود في صـفة قوم آخر الزمان: مَحَـارِيبُـهُمْ نِسَـاؤُهُمْ، وَآلِهَتُـهُمْ بُطُـونُهُـمْ. («مكارم الاخـلاق» للطبرسيّ، ص 249).