السحر الاسود لشيخة الروحانية المغربية أم حمزة 00212710369662
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السحر الاسود لشيخة الروحانية المغربية أم حمزة 00212710369662

السحر الاسود المغربي للشيخة الروحانية المغربية ام حمزة المرجوا التواصل عبر الوتساب00212710369662
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفارس النبيل سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin



عدد المساهمات : 12750
تاريخ التسجيل : 23/08/2013

الفارس النبيل سيف الله المسلول     خالد بن الوليد     رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: الفارس النبيل سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه   الفارس النبيل سيف الله المسلول     خالد بن الوليد     رضي الله عنه Icon_minitimeالثلاثاء مايو 07, 2019 7:57 am

الفارس النبيل سيف الله المسلول



خالد بن الوليد



رضي الله عنه

سيف الله تعالى، وفارس الإسلام ، وليث المشاهد ، السيد الإمام ، الأمير الكبير، قائد المجاهدين أمير الجيوش المنصورة الإسلامية ، والعساكر المحمدية ، والمواقف المشهودة ، والأيام المحمودة ، ذو الرأى السديد، والبأس الشديد، والطريق الحميد ، أبو سليمان خالد بن الوليد ، القرشي المخزومي المكي، وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث .
وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكان إليه القبة وأعنه الخيل في الجاهلية، أما القبة فكانوا يضربونها يجمعون فيها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان يكون المقدم على خيول قريش في الحرب، قاله الزبير بن بكار.
ولما أراد الإسلام قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها " .[1]
يقال إنه لم يكن في جيش فكسر لا في جاهلية ولا إسلام .
قال خالد رضي الله عنه :
والله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما حزبه [2]
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما واجهته شدة ، كان يقدم لها خالد رضي الله عنه .
عن عمرو بن العاص، قال:
ما عدل بي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبخالد أحدا في حربه منذ أسلمنا .[3]

هاجر مسلمًا في صفر سنة ثمان، ثم سار غازيًا، فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة: مولاه زيد، وابن عمه جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة، وبقي الجيش بلا أمير، فتأمر عليهم في الحال خالد، وأخذ الراية، وحمل على العدو، فكان النصر.

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم : سيف الله فقال :


(( إن خالدا سيف سله الله على المشركين ))


وشهد الفتح وحنينًا ، وتأمر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، واحتبس أدراعه ولامته في سبيل الله، وحارب أهل الردة ، ومسيلمة ، وغزا العراق ، واستظهر ، ثم اخترق البرية السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمس ليال في عسكر معه ، وشهد حروب الشام ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء .
ومناقبه غزيرة، أمَّرَهُ الصديق على سائر أمراء الأجناد، وحاصر دمشق فافتتحها هو، وأبو عبيدة.
عاش ستين سنة وقتل جماعة من الأبطال ، ومات على فراشه ، فلا قرت أعين الجبناء

توفي بحمص سنة إحدى وعشرين ، ومشهده على باب بحمص عليه جلالة .[4]

خالد بن الوليد رضي الله عنه : بطل مؤتة وفارسها منحه الله تعالى النصر على الروم فيها وأنزل بهم الخزي والهزيمة

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
(( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ : أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ، حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ))[5]
وعند البخاري
(( ..ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ ))[6]
وفي السيرة لابن كثير زاد :
(( ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الامراء هو أمر نفسه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنه سيف من سيوفك أنت تنصره " )) فمن يومئذ سمى خالد سيف الله.[7]
قال ابن كثير : قال الواقدي : فحدثني العطاف بن خالد، قال: لما قتل ابن رواحة مساء بات خالد ابن الوليد فلما أصبح غدا وقد جعل مقدمته ساقة وساقته مقدمة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة.
قال: فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم وقالوا: قد جاءهم مدد، فرعبوا وانكشفوا منهزمين، قال: فقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم.
وهذا يوافق ما ذكره موسى بن عقبة رحمه الله في مغازيه فإنه قال بعد عمرة الحديبية: ثم صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فمكث بها ستة أشهر، ثم إنه بعث جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة وقال: إن أصيب فجعفر بن أبي طالب أميرهم، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم، فانطلقوا حتى إذا لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم، بها تنوخ وبهراء، فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام، ثم التقوا على زرع أحمر فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل، ثم أخذه جعفر فقتل، ثم أخذه عبدالله بن رواحة فقتل، ثم اصطلح المسلمون بعد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد المخزومي فهزم الله العدو وأظهر المسلمين .[8]

عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ :
(( لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ ، فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ))[9]
وفي رواية :
(( لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ ))[10]
قال الحافظ في الفتح : وَهَذَا الْحَدِيث يَقْتَضِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرًا .


غضب الرسول صلى الله عليه وسلم لخالد

عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
(( قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ رَجُلاً مِنْ الْعَدُوِّ – يوم مؤتة- فَأَرَادَ سَلَبَهُ فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لِخَالِدٍ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ ؟ قَالَ : اسْتَكْثَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ادْفَعْهُ إِلَيْهِ ، فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ فَجَرَّ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ : هَلْ أَنْجَزْتُ لَكَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتُغْضِبَ فَقَالَ : لا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ ، لا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي أُمَرَائِي ، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتُرْعِيَ إِبِلاً أَوْ غَنَمًا فَرَعَاهَا ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا فَشَرَعَتْ فِيهِ فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ وَتَرَكَتْ كَدْرَهُ ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ ، وَكَدْرُهُ عَلَيْهِمْ))[11]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أَبِي أَوْفَى : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :


(( لا تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ ))[12]


ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
(( نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلاً ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ فَأَقُولُ : فُلانٌ ، فَيَقُولُ : نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا ، وَيَقُولُ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ : فُلانٌ ، فَيَقُولُ : بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا ، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ : نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ))[13]
وَفِي هَذَا إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . كَانَ فِي خَيْمَةٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ خَارِجَهَا , وَإِلا فَمِثْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لا يَخْفَى عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ الْقَارِي : أَيْ سَيْفٌ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ , وَسَلَّطَهُ عَلَى الْكَافِرِينَ أَوْ ذُو سَيْفٍ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ يُقَاتِلُ مُقَاتَلَةً شَدِيدَةً فِي سَبِيلِهِ مَعَ أَعْدَاءِ دِينِهِ , اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ : أَيْ هُوَ فِي نَفْسِهِ كَالسَّيْفِ فِي إِسْرَاعِهِ لِتَنْفِيذِ أَوَامِرِ اللَّهِ تَعَالَى لا يَخَافُ فِيهِ لَوْمَةَ لائِمٍ .



محبة النبي صلى الله عليه وسلم لخالد وحرصه عليه

يوم حنين كان خالد على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجرح خالد في المعركة ، وعلم النبي ذلك فظل يبحث عنه ويسأل حتى يطمئن عليه ، ولما وجده دعا له ونفث على جرحه .
عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قال :
(( خَرَجَ يَوْمَئِذٍ – يوم حنين - وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ خَيْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ أَزْهَرَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا هَزَمَ اللَّهُ الْكُفَّارَ وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ وَيَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ : فَمَشَيْتُ أَوْ فَسَعَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ أَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، حَتَّى تَخَلَّلْنَا عَلَى رَحْلِهِ فَإِذَا خَالِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ وَنَفَثَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))[14]
وعنه :
(( قَالَ : جُرِحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْ رَحْلِهِ قُلْتُ وَأَنَا غُلامٌ مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ فَأَتَاهُ وَهُوَ مَجْرُوحٌ فَجَلَسَ عِنْدَهُ ))[15]
وعنه قال
((فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ودعا له قال: ورأى فيه ونفث عليه ))[16]
وهو الذي خرَّب العزى بعد الفتح وقتل شيطانهتا :
قال ابن إسحاق: ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتا بنخلة يعظمه قريش وكنانة ومضر، وكان سدنتها وحجابها من بنى شيبان من بنى سليم حلفاء بنى هاشم، فلما سمع حاجبها السلمى بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد في الجبل الذى هي فيه وهو يقول :
أيا عز شدى شدة لا شوى لها * على خالد ألقى القناع وشمرى
أيا عز إن لم تقتلي المرء خالدا * فبوئى بإثم عاجل أو تنصري
قال: فلما انتهى خالد إليها هدمها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما رأيت ؟ " قال: لم أر شيئًا.
فأمره بالرجوع ، فلما رجع خرجت إليه من ذلك البيت امرأة سوداء ناشرة شعرها تولول فعلاها بالسيف وجعل يقول:
يا عزى كفرانك لا سبحانك * إنى رأيت الله قد أهانك
ثم خرب ذلك البيت الذى كانت فيه، وأخذ ما كان فيه من الأموال رضى الله عنه وأرضاه ، ثم رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " تلك العزى ولا تعبد أبدا ".[17]
وبعثه صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر دومة
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خالد بن الوليد فبعثه إلى أكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبدالملك رجل من بنى كندة كان ملكا عليها وكان نصرانيًا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: " إنك ستجده يصيد البقر ".
فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفى ليلة مقمرة صائفة وهو على سطح له ومعه امرأته، وباتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال: لا والله.
قالت: فمن يترك هذا ؟ قال: لا أحد.
فنزل فأمر بفرسه فأسرج له وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان، فركب وخرجوا معه بمطاردهم.
فلما خرجوا تلقتهم خيل النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذته وقتلوا أخاه وكان عليه
قباء من ديباج مخوص بالذهب، فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه.
قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتعجبون من هذا فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ".[18]
وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثقيف فهدم الطاغية الذي يعبدون وأخذ ما عنده من أموال .
وفي سنة عشر بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى الحارث بن كعب بنجران ، فدعاهم إلى الإسلام قبل القتال فأسلموا جميعًا .[19]

تمني عمر أن تكون الخلافة لخالد رضي الله عنهما :
عن أبي العجفاء السلمي قال :
قيل لعمر : لو عهدت يا أمير المؤمنين ، قال : لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي ، فقال لي : لم استخلفته ؟ لقلت : سمعت عبدك وخليلك يقول : " لكل أمة أمين، وإن أمين هذه الامة أبو عبيدة، " ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته فقدمت على ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: " خالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين " .[20]

عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه :
أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك، فقال: اطلبوها ، فلم يجدوها ، ثم وجدت فإذا هي قلنسوة خلقة ، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحلق رأسه ، فابتدر الناس شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته ، فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر .[21]

شعار خالد في الحرب :
عن سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ : (( بَارَزْتُ رَجُلاً فَقَتَلْتُهُ فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَبَهُ فَكَانَ شِعَارُنَا مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَمِتْ يَعْنِي اقْتُلْ ))[22]

بطل حروب الردة
عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ :
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ ))[23] .



غضب خالد لرسول الله صلى الله عليه وسلم

عن حنظلة بن علي الاسلمي في حديث الردة :
(( أن خالدًا أوقع بأهل بزاخة وحرقهم، لكونه بلغه عنهم مقالة سيئة ، شتموا النبي، صلى الله عليه وسلم ))[24]
فهذه غضبة عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يتحمل رضي الله عنه أن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حي ، فأوقع بأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخزي والنكال فجزاه الله خير الجزاء .. وأين للأمة الآن من يشبه خالدًا .. فإن الرسول صلى الله عليه يسب وينال الأعداء منه , ولا نجد إلا حفنة من الأنطاع يقولون عليكم بالمقاطعة ، وآخر هو أغبى وأقبح أخذ وفدًا ليحاورهم ويبين لهم محاسن الإسلام ..!! فقبح الله تلك الوجوه
فهناك فرق بين من سطروا العز والأمجاد للأمة وحموا حمى الدين .. وبين من تخاذلوا وضيعوا ما بناه الأجداد من عزة وكرامة .
وعن عروة بن الزبير قال :
(( كان في بني سليم ردة، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد فجمع رجالاً منهم في الحظائر ، ثم أحرقهم ، فقال عمر لأبي بكر : أتدع رجلا يعذب بعذاب الله ؟ قال: والله لا أشيم سيفًا سله الله على عدوه ، ثم أمره فمضى إلى مسيلمة ))[25]
رحم الله الصديق وعمر ورحم الله خالدًا ورضي الله عنهم أجمعين .. فما خرج للدنيا بعد الأنبياء مثيلاً لهم .

وكان خالد يعضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حي أيضًا :
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال :
(( بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَنِ بِذَهَبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا ، قَالَ : فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلاثَةَ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاءِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ، فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الإِزَارِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ ، فَقَالَ : وَيْلَكَ أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ ، ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ فَقَالَ : لا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي ، قَالَ خَالِدٌ : وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ ))
وفي رواية : (( فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ : لا ، ثُمَّ أَدْبَرَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِدٌ سَيْفُ اللَّهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ، قَالَ : لا فَقَالَ إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ لَيِّنًا رَطْبًا ..الحديث ))[26]

قوة يقين خالد رضي الله عنه وعشقه للجهاد
وقد أكل خالد السم حين صالح عبد المسيح بن عمرو على الحيرة ، أكله من يده ، فلم يصبه سوء ، لأنه لما أخذه قال : بسم الله ، وبالله رب الأرض والسماء ، الذى لا يضر مع اسمه أذى ثم أكله .[27]
ويؤثر عن خالد رضي الله عنه أنه كان يقول :ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو
وعن خالد بن الوليد قال : ما كان في الارض ليلة أبشر فيها بغلام ويهدي إلى عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو ، فعليكم بالجهاد.[28]
وعن إسماعيل عن قيس قال : سمعت خالد بن الوليد يقول : قد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله. [29]
وقال خالد بن الوليد ، والله ما أدري من أي يوم أقر ؟ يوم أراد الله أن يهدي لي فيه الشهادة أو من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه كرامة. [30]

ولما حضرت خالدًا الوفاة قال :
لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي.
وما من عملي شئ أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتها وأنا متترس ، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار .
ثم قال: إذا مت، فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله.
فلما توفي، خرج عمر على جنازته، فذكر قوله: ما على آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة .[31]
النقع: التراب على الرؤوس، واللقلقة: الصراخ.

وعن أبي الزناد:أن خالد بن الوليد لما احتضر بكى وقال: لقيت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أورمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء .

قال ابن الأثير :وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، فجرح خالد، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفث في جرحه فبرأ، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر بن عبد الملك، صاحب دومة الجندل، فأسره، وأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران، ثم إن أبا بكر أمره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال المرتدين، منهم: مسيلمة الحنفي في اليمامة، وله في قتالهم الأثر العظيم، ومنهم مالك بن نويرة، في بني يربوع من تميم وغيرهم، إلا أن الناس اختلفوا في قتل مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتل مسلما لظن ظنه خالد به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة وأقسم أنه لا يقاتل تحت رايته، وأنكر عليه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وله الأثر المشهور في قتال الفرس والروم، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته التي يقاتل بها شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره به وببركته، فلا يزال منصوراً.[32]

قال ابن كثير عن اليرموك :
ولما أقبل خالد من العراق قال رجل من نصارى العرب لخالد بن الوليد : ما أكثر الروم وأقل المسلمين ! ! فقال خالد: ويلك، أتخوفني بالروم ؟ إنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال، والله لوددت أن الاشقر برأ من توجعه، وأنهم أضعفوا في العدد - وكان فرسه قد حفا واشتكى في مجيئه من العراق -.
وقال : خرج جرجه أحد الامراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال جرجه: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه فلا تسله على أحد إلا هزمتهم ؟ قال: لا ! قال: فبم سميت سيف الله ؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه فقال لي: أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين ، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
فقال جرجه: يا خالد إلى ما تدعون ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء به من عند الله عز وجل.
قال: فمن لم يجيكم ؟ قال: فالجزية ونمنعهم.
قال: فإن لم يعطها قال: نؤذنه بالحرب ثم نقاتله.
قال: فما منزلة من يجيكم ويدخل في هذا الامر اليوم ؟ قال منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا، شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.
قال جرجه: فلمن دخل فيكم اليوم من الاجر مثل ما لكم من الاجر والذخر ؟ قال: نعم وأفضل.
قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه ؟ فقال خالد: إنا قبلنا هذا الامر عنوة (1) وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الامر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا ؟ فقال جرجه: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ؟ قال: تالله لقد صدقتك وإن الله ولي ما سألت عنه.
فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال: علمني الاسلام، فمال به خالد إلى فسطاطه فسن عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين.
وحملت الروم مع انقلابه إلى خالد وهم يرون أنها منه حملة فأزالوا المسلمين عن مواقفهم إلا المحامية عليهم عكرمة بن أبي جهل والحرث بن هشام ، فركب خالد وجرجه معه والروم خلال المسلمين، فتنادى الناس وثابوا وتراجعت الروم إلى مواقفهم وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب.
وصلى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماء، وأصيب جرجه رحمه الله ولم يصل لله إلا تلك الركعتين مع خالد رضي الله عنهما .. وضعضعت الروم عند ذلك.
ثم نهد خالد بالقلب حتى صار في وسط خيول الروم، فعند ذلك هربت خيالتهم، وأسندت بهم في تلك الصحراء، وأفرج المسلمون بخيولهم حتى ذهبوا.
وأخر الناس صلاتي العشاءين حتى استقر الفتح، وعمد خالد إلى رحل الروم وهم الرجالة ففصلوهم عن آخرهم حتى صاروا كأنهم حائط قد هدم ثم تبعوا من فر من الخيالة واقتحم خالد عليهم خندقهم، وجاء الروم في ظلام الليل إلى الواقوصة ، فجعل الذين تسلسلوا وقيدوا بعضهم ببعض إذا سقط واحد منهم سقط الذين معه.
قال ابن جرير وغيره: فسقط فيها وقتل عندها مائة ألف وعشرون ألفا سوى من قتل في المعركة.[33]


خالد بن الوليد من سادات المنفقين في سبيل الله



وضع كل ما يملك في سبيل الله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
(( أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ ، فَقِيلَ : مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَمَّا خَالِدٌ : فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا ، قَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : فَعَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا ))[34]
قَالَ أَهْل اللُّغَة : الأَعْتَاد : آلات الْحَرْب مِنْ السِّلاح وَالدَّوَابّ وَغَيْرهَا .
وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُمْ طَلَبُوا مِنْ خَالِد زَكَاة أَعْتَادِهِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهَا لِلتِّجَارَةِ , وَأَنَّ الزَّكَاة فِيهَا وَاجِبَة , فَقَالَ لَهُمْ : لا زَكَاة لَكُمْ عَلَيَّ , فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ خَالِدًا مَنَعَ الزَّكَاة , فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّكُمْ تَظْلِمُونَهُ ; لأَنَّهُ حَبَسَهَا وَوَقَفَهَا فِي سَبِيل اللَّه قَبْل الْحَوْل عَلَيْهَا , فَلا زَكَاة فِيهَا . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد : لَوْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاة لأَعْطَاهَا وَلَمْ يَشِحَّ بِهَا ; لأَنَّهُ قَدْ وَقَف أَمْوَاله لِلَّهِ تَعَالَى مُتَبَرِّعًا فَكَيْف يَشِحّ بِوَاجِبٍ عَلَيْهِ ؟
وَعَلَى هَذَا فَعُذْر خَالِد وَاضِح ; لأَنَّهُ أَخْرَجَ مَاله فِي سَبِيل اللَّه فَمَا بَقِيَ لَهُ مَال يَحْتَمِل الْمُوَاسَاة
وَقَالَ فِي الْعَبَّاس : ( هِيَ عَلَيَّ وَمِثْلهَا مَعَهَا ) مَعْنَاهُ : أَنِّي تَسَلَّفْت مِنْهُ زَكَاة عَامَيْنِ وفِي حَدِيث آخَر فِي غَيْر مُسْلِم " إِنَّا تَعَجَّلْنَا مِنْهُ صَدَقَة عَامَيْنِ " .[35]



عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ :
(( اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ عَلَى الشَّامِ وَعَزَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَالَ فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بُعِثَ عَلَيْكُمْ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنِعْمَ فَتَى الْعَشِيرَةِ))[36]


[1]أسد الغابة (1/312)

[2]السيرة بن كثير (3/453)

[3] سير أعلام النبلاء (3/369) ، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 350 وقال: رواه الطبراني في الاوسط، والكبير ورجاله ثقات

[4] سير أعلام النبلاء (1/367)

[5]رواه البخاري في المناقب باب مناقب خالد (3757)

[6]رواه البخاري في الجنائز (1246) وأحمد (11671)

[7]السيرة لابن كثير (3/466)

[8] السيرة لابن كثير (3/467)

[9]رواه البخاري في المغازي باب غزوة مؤتة (4265)

[10]رواه البخاري في المغازي باب غزوة مؤتة (4266)

[11]رواه مسلم في الجهاد والسير (3297) ، وأبو داود في الجهاد (2344) ، وأحمد (22862)

[12]رواه الطبراني في الكبير (1382)

[13]رواه الترمذي في المناقب باب مناقب خالد بن الوليد (3781) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي

[14]رواه أحمد (18298) ، وصححه الألباني في صحيح الموارد (1946) .

[15]صحيح رواه أحمد (18303)

[16] قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/270) رواته ثقات .

[17] السيرة لابن كثير (3/597)

[18] السيرة لابن كثير (4/30)

[19]السيرة لابن كثير (4/188)

[20] سير أعلام النبلاء (3/373)

[21] سير أعلام النبلاء (3/375) ، وأخرجه الحاكم 3 / 299، وذكره ابن عبد البر في " الاستيعاب ( 2 / 111) ، والحافظ في " الاصابة (3 / 72) من طريق هشيم به ، وذكره الحافظ الهيثمي (9 / 349) ونسبه إلى الطبراني، وأبي يعلى ، وقال: ورجالهما رجال الصحيح.وجعفر سمع من جماعة من الصحابة ، فلا أدري سمع من خالد أم لا ، ونسبه الحافظ في المطالب العالية (4045) لأبي يعلى ، وقال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح .

[22]رواه الدارمي في الجهاد باب الشعار (2343) .

[23] رواه أحمد في مسند أبي بكر رضي الله عنه (42) وانظر صحيح الجامع (3207) و (3208) .

[24] سير أعلام النبلاء (1/378) .

[25] سير أعلام النبلاء (3/373)

[26]رواه البخاري في المناقب (2610) ، و مسلم في لازكاة باب ذكر الخوارج (1763) ، والنسائي في تحريم الدم (4032) ، وأبو داود في السنة (4136) ، وابن ماجه في المقدمة (126) ، وأحمد (10585) ، ومالك في النداء للصلاة (428)

[27] السيرة لابن كثير (1/221) .

[28]رواه ابن أبي شيبة (4/578)

[29]رواه ابن أبي شيبة (4/578)

[30]رواه ابن أبي شيبة (4/578)

[31] سير أعلام النبلاء (1/381) ، وذكره الحافظ في " الاصابة " 3 / 74 ونسبه إلى ابن المبارك في الجهاد من طريق: حماد بن زيد، عن عبد الله بن المختار، عن عاصم، عن أبي وائل...وإسناده حسن.

[32] أسد الغابة (1/313)

[33]البداية والنهاية (7/17)

[34] رواه البخاري في الزكاة (1468) ، ومسلم في الزكاة (1634) ، والنسائي في الزكاة (2420) ، وأبو داود في الزكاة (1382) ، وأحمد (7935)

[35] انظر شرح مسلم للنووي

[36] رواه أحمد (16220) ، قال ابن كثير في البداية والنهاية (7/116) : جاء من طرق مرسلة يقوي بعضها بعضًا ، وقال الشوكاني في در السحابة (368) إسناد رجاله رجال الصحيح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rohaniyat.1forum.biz
 
الفارس النبيل سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خالد بن الوليد رضي الله عنه
» هل تعرف شيئا عن البطل خالد بن الوليد - رضى الله عنه - ؟...
» عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
» كلمة الداعية عمرو خالد عن أحداث الدنمارك
» لـمَ دُفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السحر الاسود لشيخة الروحانية المغربية أم حمزة 00212710369662 :: الروحانيات لقصص الأنبياء-
انتقل الى: