فوائد حسبي الله ونعم الوكيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
دعاءٌ قاله سيدنا إبراهيم – عليه السلام - ؛ فجعلَ الله له النارَ برداَ و سلاماً .
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
دعاءٌ قاله المسلمون يوم أُحد { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } آل عمران173،174 وثبتهم الله رغم الجِراح .
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
دعاءٌ قالتــْـه أمنا عائشة – رضي الله عنها – يوم ركبت على ظهر دابة صفوان بن المعطّل فنزلتْ فيها آيات البراءة و الطـُهر .
دعاءٌ له أثره وأثاره التي لا تـُخفى و لكن متى يكون لها الأثر و متى تنفع هذه الدعوة . . ؟
يقول ابن القيــّـم - رحمه الله – في كتاب زاد المعاد : ( من هذا قوله في الحديث الصحيح للرجـُـل الذي قضى عليه فقال : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
قال : أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قضى بينَ رجُلَيْنِ فقالَ المقضيُّ عليهِ :حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ردُّواعليَّ الرَّجل ، فقالَ : ما قلتَ؟ قالَ : قلتُ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " [1]
فهذا قال : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" بعد عجْزه عن الْكَيْسِ الذي لو قام به لقُضي له على خصمه فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساً ثم غالب فقال" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " لكانت الكلمة قد وقعتْ موقعها .
كما أن إبراهيم الخليل : لمـّـا فعل الأسباب المأمور بها و لم يعجز بتركـِها ولا بترْكِ شيءٍ منها ثم غلبه عدوّه و ألقوه في النار قال في تلك الحال " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
فوقعتْ الكلمة موقعها و استقرتْ في مظانــّها فأثرتْ أثرها و ترتب عليها مقتضاها : فإذا ظـُـلمت فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا أُبتليت فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا ضاقت بك السُبل و بارت الحيل و لم تجد من الناس أنيساً و لا مؤنساً فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهار الحقيقة فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا أُغلق عليك في أمر فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا تعسرت الأمور فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
إذا أُرتجَ عليك و ضاق فُهمك و تعسّر إدراكك فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيح الكُربة و يــُـستجلب الرِزق و ينزل الفــَـرج
فالحمد لله الذي شرع لنا في ديننا مثل هذه الكلمات القليلة التي تُرتجى منها
أمورٌ عظيمة فالحمد لله على نعمة الإسلام .