ورد الاسم مقترنا بالاسمين السابقين في قوله تعالى: } هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { [الحديد:3]، وفي السنة أيضا دعاء النَّبِيِ صلي الله عليه وسلم الذي تقدم في اسمه الأول والآخر: ( وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَليْسَ فَوْقَكَ شيء ) . ================= الظاهِرُ في اللغة اسم فاعل لمن اتصف بالظهور، والظاهِرُ خلاف الباطن، ظَهَرَ يَظْهَرُ ظُهُوراً فهو ظاهر وظهير، والظهور يرد على عدة معان، منها العلو والارتفاع يقال: ظَهَر على الحائط وعلى السَّطْح يعني صار فوقه، قال تعال: } فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً { [الكهف:97]، أَي ما قَدَرُوا أَن يَعْلوا عليه لارتفاعه . والظهور أيضا بمعنى الغلبة، ظَهَرَ فلانٌ على فلان أَي قَوِيَ عليه، ويقال: أَظهَر الله المسلمين على الكافرين أَي أَعلاهم عليهم، قال تعالى: } فَأَيَّدْنَا الذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ { [الصف14]، أَي غالبين عالين . والظهر بمعنى السند والحماية وما يُركن إليه يقال: فلان له ظَهْرٌ أَي مال من إِبل وغنم، وفلان ظَهَرَ بالشيء ظهْرا فَخَرَ به، وعند البخاري من حديث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أن النَّبِي صلي الله عليه وسلم قال: ( خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى ) ويأتي الظهور أيضا بمعنى البيان وبُدُوّ الشيء الخفيّ، وكذلك الظهْرُ ما غاب عنك يقال: تكلمت بذلك عن ظَهْرِ غَيْب، ويقال حَمَل فلان القرآن على ظهْرِ لسانه وعن ظَهْر قلبه، وعند النسائي وصححه الشيخ الألباني من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه مرفوعا: ( فَقَالَ: هَلْ تَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ؟ ) والمظاهرة المعاونة وظَاهَرَ بعضهم بعضاً أَعانه، قال تعالى: } وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ { [الممتحنة:9]، أَي عاوَنُوا ========================= والظاهر سبحانه هو المنفرد بعلو الذات والفوقية، وعلو الغلبة والقاهرية، وعلو الشأن وانتفاء الشبيه والمثلية، فهو الظاهر في كل معاني الكمال، وهو البين المبين الذي أبدى في خلقه حججه الباهرة، وبراهينه الظاهرة، أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، قال ابن الأَثير: ( الظاهر في أسماء الله هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه، وقيل: الظاهر هو الذي عُرِفَ بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أَفعاله وأَوصافه ) والظاهر أيضا هو الذي بدا بنوره مع احتجابه بعالم الغيب، وبدت آثار ظهوره لمخلوقاته في عالم الشهادة، فالله عز وجل استخلف الإنسان في ملكه واستأمنه على أرضه فاقتضى الاستخلاف والابتلاء أن يكون الإنسان بين عالمين، عالم الغيب وعالم الشهادة، ليتحقق مقتضى توحيد الله في أسمائه، وجلاء المعاني المتعلقة بأوصافه وأفعاله قال تعالى: } عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً { [الجن:26]، وقال: } ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ { [السجدة:6] . وهو سبحانه أيضا الظاهر الذي أقام الخلائق وأعانهم ورزقهم، ودبر أمرهم وهداهم سبلهم، فهو المعين للخلائق على المعنى العام، وهو نصير الموحدين من عباده على المعنى الخاص